جريمة نيل كروسبي
[
]في 21 نوفمبر من عام 1901 اختفت فتاة بعمر 19 سنة وبعيون زرقاء داكنة وشعر كستنائي اللون، كان اسمها (نيل كروبسي) رغم أنه كان يشار إليها دائماً بلقب (الحسناء نيل كروبسي ) بعد وفاتها ، عاشت (نيل) مع عائلتها في منزل يطل على ضفاف النهر في مدينة إليزابيث من ولاية نورث كارولينا الأمريكية وكانت تزدهر في المدينة أعمال صيد المحار ، في الواقع كانت (نيل) على وشك أن تذهب في رحلة لزيارة أنباء عمومتها إلى الشمال من مدينتها بمناسبة عيد الشكر لكنها اختفت.
لغز إختفاء نيل
يروي (بلاند سيمبسون) في كتابه حكاية واقعية عن غموض اختفاء (نيل) مستعيناً بعدة وقائع حدثت في الأشهر التالية بأسلوب السرد القصصي.
كانت (نيل)صديقة لـ (جيم ويلكوكس ) ابن رئيس الشرطة في البلدة ويكبرها بـ 5 سنوات منذ أن كانت بعمر 16 سنة كما كان آخر شخص رآها ، يكتب سيمبسون بخصوص ذلك: " قال أنه رآها تبكي ..." ، وادعى أنه تركها في وقت لاحق من أمام شرفة منزلها بعد أن أخبرها لفترة وجيزة عن "أمر خطير" ثم ذهب بعدها إلى منزله مع أن والد (نيل) وأخوتها أصروا على أن ابنتهم لم يكن لها صلة بذلك الأمر.[/color]بينما كانت أختها (أولي) على علم بتواصل العشيقين مع بعضهما وبأن علاقتهما توترت في الأشهر الأخيرة حيث قالت أن (نيل) خرجت إلى الشرفة بعد الساعة 11:00 من مساء اليوم السابق وبأن (جيم) كان يطلب منها الخروج للحظة إن سنحت لها الفرصة ولم تعد (أولي) تراها ثانية لكنها ظنت أنه لا بد أن (نيل) تسللت إلى الداخل من دون أن تخبر أحداً ومن ثم ذهبت لتنام. لكن (أولي) لم تعثر على أختها (نيل)، وهكذا حان منتصف الليل ولم ترجع (نيل) فأصبح الأمر مستهجناُ ويدعو للقلق.
في وقت لاحق من تلك الليلة وبينما كان أفراد الاسرة منهمكون في البحث عبثاً عن (نيل) توقع والدها أنها هربت مع (جيم) فذهب الى منزل ( ويلكوكس ) لمعرفة ذلك وعاد مع (جيم) ليخبر بقية أفراد العائلة بما يعرفه عن أمر (نيل) لكن ما قاله لم يفضي بالكثير حيث قال أنه فارقها بعد أن اكتشف أنها لم تعد مكترثة بعلاقتهما ومن ثم دخل البلدة فيما اعتقد أنها دخلت لمنزلها .
في اليوم التالي تم إعتقال (جيم) بتهمة الخطف وللإشتباه بضلوعه في الجريمة ، ومن خلال الإستجواب أفاد (جيم) بقصص عدة منها أن (نيل) كانت تفكر بالإنتحار وبأنها فجأة تغيرت معه ولم تعد صديقته التي اعتاد عليها، في ذلك الوقت لم يكن لدى (جيم) إهتمام كاف بذكر ما حدث لذلك سمحوا له بالعودة الى عمله ثم ألقي القبض عليه مرة أخرى ليعيد على أسماعهم نفس القصة وأطلقوا سراحه مرة أخرى من دون أن يعلموا بجديد.
وبعد تفتيش المنطقة وعدم العثور على شيء يمكنه أن يوصل إلى مكان (نيل) جلبت الشرطة رجلاً اسمه (هوريكين برانش) ليقود كلاباً بوليسية مدربة وانضم وراءه أكثر من 1000 من الأهالي في بحث واسع النطاق لكن الشرطة لاحظت أن (جيم ويلكوكس) لم يكن من بين الباحثين.
جعلوا الكلاب تشم رائحة أحذية وجوارب (نيل) لعلها تقودهم في مطاردة سريعة إلى مكان (نيل) لكن دون جدوى . ثم انتشرت شائعات بأن (نيل) محتجزة كرهينة مقابل دفع فدية وإلا سيلقى بها في النهر.
ثم أطلق أحدهم طلقة مدفعية في النهر حيث كان الناس يعتقدون أن الديناميت المنفجر سيعود بالجثة الغريقة . لكن تلك الجهود لم تحرز أي تقدم . النفسانية سنيل نيومان
قالت إحدى السيدات التي يعرف عنها أنها تملك قدرات نفسانية فوق العادة بأن (نيل) على قيد الحياة وأنه جرى اختطافها على متن زورق ثم قالت أخرى وهي روحانية من نورفلوك - ولاية فيرجينيا وتدعى السيدة (سنيل نيومان) بأن (جيم) قتل (نيل) واستخدم مادة الكلوروفورم ثم لفها بلحاف وساقها إلى بلدة حيث قتلها هناك. ثم رماها في بئر عميق بجوار منزل قديم.
وحين علم سكان البلدة بقول تلك السيدة قاموا بدعوتها لزيارة بلدتهم فوصلت في يوم 6 ديسمبر إلى منزل عائلة (كروبسي) حيث جلست على كرسي في الداخل وهزت نفسها وقالت :" هنا حيث جلس (جيم) " فأكدت (أولي) قولها بأنه كان يجلس فعلاً في هذا المكان.
ذكرت السيدة (نيومان) تفاصيل عدة ودقيقة ثم قالت بأن هناك شخص آخر تواطأ مع (جيم) في ارتكاب فعلته وانه ساعده في في وضع ( نيل ) في عربة وذهب معه إلى المكان حيث قتلت فيه. كما قالت (نيومان) أن (جيم) كان غيوراً وأنه حينما أخبرته (نيل) عن رغبتها بالذهاب إلى (نيويورك) قرر أنه إن لم تكن له فلن تكون لأي أحد آخر .
اللجنة التي جلبت السيدة (نيومان) إلى البلدة أخذتها أيضاً في عربة خلال ذلك اليوم البارد لمعرفة آخر ما يمكن أن تستشعر به فقادت السيدة (نيومان) حشد كبير من الناس كانوا قد لحقوا بها مسافة أميال بما يشبه جولة البحث التي قامت بها الكلاب البوليسية في المرة الماضية ولكن هذه المرة بنوع آخر من الرائحة ومن درب إلى آخر وصلوا إلى مكان عثروا فيه على بئرين ولم يكن أياً منهما يحوي الجثةوبعد قطع مسافة 25 ميلاً (أكثر من 40 كيلومتر) بدون العثور على أي شيء تخلوا عن محاولاتهم لذلك اليوم ، ومن ثم تابعوا بحثهم في كل بئر في المنطقة وحتى هذه المحاولة لم تأتي بنتائج.
ومع ذلك ساعد يقين السيدة ( نيومان ) بأن ( جيم ) مذنب في طبع صورته في أذهان المجتمع حيث كانت تتحدث وكأنها متأكدة بخصوص هذا الامر بينما كانت تقود الناس من مكان إلى آخر ، وبما أنها كانت على صواب في الإخبار عن كثير من التفاصيل فقد مال الناس لتجاهل حقيقة أنها كانت مخطئة بخصوص التفاصيل الأخرى أي أنهم صدقوها.
أين كانت الجثة ؟
بعد يومين من عيد الميلاد وجد إثنان من الصيادين (نيل) عائمة في النهر. وأظهر تشريح الجثة أنها لم تموت غرقاً وأن هناك آثار كدمة على جبينها مما يدل على وجود مؤامرة، قررت هيئة المحلفين أن (نيل) قتلت وذلك إستناداً إلى الأعراض الطبية وإشاعة الإشاعات وتم إعتقال (جيم) على الرغم من قوله بأنه بريء. وحوكم وأدين وأرسل إلى السجن لكن عفي عنه بعد قضائه فيه طوال 15 سنة .
أصبح (جيم) طليقاً لكن وجد نفسه يائساً لا يجد عمل فأدمن الكحول ومن ثم قرر إنهاء حياته فوجه البندقية نحو رأسه وفجره، لكن من المفترض أنه كشف قبلها عن أمور لمحرر يعمل في صحيفة أخبار لكن هذا الرجل أيضاً لقي حتفه في حادث حاملاً معه السر إلى القبر.
أشعل نفساني معروف وواثق من قدراته مشاعر الخوف والغضب في المجتمع المحلي عندما قال أنه لا يوجد دليل مادي على صلة (جيم ويلكوكس) بمقتل (نيل كروسبي) حيث لم يكن هناك سوى تعاطف قوي من الجمهور مستند جزئياً إلى ما قالته النفسانية من وقائع غريبة ودقيقة حول بعض التفاصيل عن آخر لحظات (نيل).
فهل سبق للنفسانية (نيومان) أن قرأت تلك التفاصيل في الصحف أو هل نجحت (أولي) بتزويدها بخيوط من اللاوعي؟ يرفض كلاً من المشككين والنفسانيين إعطاء تفسيرات لتلك الأحداث ، فكل واحد منهم يرى القضية من منظاره المختلف بما يؤيد وجهة نظره.
إغتيال عالمة الذرة المصريةسميرة موسى (3 مارس 1917 - 15 أغسطس 1952 م) هي أول عالمة ذرة مصرية ولقبت باسم ميس كوري الشرق، وكذلك أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول ، جامعة القاهرة حاليا.
مصرعها
استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، أتيحت لها فرصة إجراء بحوث في معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، تلقت عروضاً لكي تبقى في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، و في طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة و تلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة و اختفى إلى الأبد. توفيت سميرة موسى في 5 أغسطس 1952 وكان عمرها 35 عاماً.
بداية الشك في حقيقة مصرعها
أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا و أن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها كانت تقول لوالدها في رسائلها: «لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل حاجات كثيرة». و لقد علق محمد الزيات مستشار مصر الثقافي في واشنطن وقتها أن كلمة (حاجات كثيرة) كانت تعني بها أن في قدرتها اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحراري للغازات و من ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف. و في أخر رسالة لها كانت تقول: «لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا و عندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان و سأستطيع أن أخدم قضية السلام»، حيث كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة و لا زالت الصحف تتناول قصتها و ملفها الذي لم يغلق ، و أن كانت الدلائل تشير - طبقا للمراقبين - أن الموساد، المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها ، جزاء لمحاولتها نقل العلم النووي إلى مصر والعالم العربي في تلك الفترة المبكرة.
نبذة عن حياتها
ولدت سميرة موسى في قرية سنبو الكبرى – مركز زفتى بمحافظة الغربية في مصر.
1- اهتماماتها النووية
حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات سافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، و حصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية و تأثيرها على المواد المختلفة.
2- معادلة هامة توصلت اليها
أنجزت الرسالة في سنتين وقضت السنة الثالثة في أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلق قبولاً في العالم الغربي آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع ، و لكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها د. سميرة موسى.
3- اهتماماتها السياسية
و كانت تأمل أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فإن أي دولة تتبنى فكرة السلام لا بد و أن تتحدث من موقف قوة فقد عاصرت ويلات الحرب و تجارب القنبلة الذرية التي دكت هيروشيما و ناجازاكي في عام 1945 ولفت انتباهها الاهتمام المبكر من إسرائيل بامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها للانفراد بالتسلح النووي في المنطقة. كما قامت بتأسيس هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان الدولة الإسرائيلية عام 1948 حرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم و شارك فيه عدد كبير من علماء العالم و قد توصلت في إطار بحثها إلى معادلة لم تكن تلقى قبولاً عند العالم الغربي.
وأخيراً
ويبقى السؤال
لماذا قيدت القضية ضد مجهول وهل ماتت د.سميرة ميتة عادية أم أنه حادث اغتيال؟