لم تتردد السيدة البريطانية لورا روي (25 عاما) في التنازل عن جزء من كبدها لإنقاذ حياة رضيعها (عام واحد) الذي أصيب بفشل في الكبد.
وبدأت المشكلة عندما لاحظت الأم المقيمة بمدينة مانشستر أن لون جلد طفلها "كاميرون" حديث الولادة أصفر على غير العادة، لتكتشف أنه مصاب بالصفرة. بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وإضافة إلى تغير لون البشرة ظهرت أعراض أخرى غير عادية على الطفل؛ حيث بدا لون الفضلات أبيض، فيما كانت رائحة البول كريهة جدا، فقررت الأم إجراء تحاليل طبية لطفلها.
وفي نهاية المطاف تبين أن كاميرون البالغ من العمر حينذاك 7 أسابيع مصاب بمرض نادر في الكبد، ولذلك أجريت له عملية طبية لعلاج هذه المشكلة في مايو/أيار 2010.
وبعد أشهر قليلة بدأت ملامح تضخم تظهر على بطن كاميرون، ليكتشف الأطباء أن بطنه مليئة بالسائل، وكبده بدأ يُصاب بالفشل.
ونتيجة هذا التدهور الصحي أُدرج اسم كاميرون ضمن القائمة الخاصة بنقل الأعضاء، وذلك في ديسمبر/كانون الأول 2010؛ حيث كان عمره في حينها ثمانية أشهر.
التبرع الحي
إلا أن والدي الطفل شعر بالقلق من إمكانية العثور على متبرع مناسب بسهولة، لذلك اقترح الأطباء أن يدرسا مسألة التبرع الحي، وهو أن يتبرع شخص بالغ بجزء من كبده للمريض.
وفي الغالب يُعتبر التبرع الحي الحل الأخير بسبب الخطر الذي يمثله على صحة المتبرع. وخلال العام الماضي تم إجراء 689 عملية زرع كبد ببريطانيا، 21 عملية كانت لمتبرعين أحياء.
وتقدم عدد من المتطوعين للتبرع بجزء من كبدهم للطفل كاميرون، لكن لسوء الحظ تبين أن حالتهم غير متماثلة مع المريض، لذلك قررت الأم إجراء اختبارات التبرع لتظهر النتائج أنها متبرع مناسب للطفل.
وعن هذا تقول لورا: "نحن نعرف أن التبرع الحي سوف يعطي كاميرون فرصة جيدة للتعافي سريعا.. وقد تقدم زوجي وأبي أولا للتبرع لأننا كنا نعتقد أن ذلك أفضل حتى تكون عندي الفرصة لرعايته بعد العملية".
وبعد أن ظهرت نتائج اختباراتهما غير مناسبة قررتُ إجراء الاختبار، وكان هذا فرصة جيدة لكي تنقذ حياة طفلها.
وبالفعل أجريت الجراحة التي استغرقت 10 ساعات بنجاح، وهو ما وصفته لورا بقولها: "أنا فعلا محظوظة لأني استطعت إنقاذ حياة طفلي".